بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ، قال تعالى ( ما يلفظ إلا لديه رقيب عتيد ) .
وقال – صلى الله عليه وسلم – ( .... وإن الرجل ليتلكم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما باغت يكتب الله له بها سخطه على يوم يلقاه ) رواه الإمام مالك في الموطأ والترمذي وقال حديث حسن صحيح ، وعن معاذ بن جبل – رضي الله عنه – قال : قلت يا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أخبرني عن عمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار ؟ فعد له النبي – صلى الله عليه وسلم أمروا كثيرة ثم قال ( ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ قلت : بلى يا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال فأخذ بلسانه قال : كف عليك هذا ، قلت يا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال : ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .
لذلك نعرض عليكم بعض الكلمات المنهي عنها شرعا ، والتي درج عليها بعض الناس وهم لا يتفكرون في معناها ، وبيان أنها تضر العقيدة والتحذير من الوقوع فيها .
القول المنهي عنه و
علة النهي
قول بعض الناس ( الدين لب قشور )
لأن القشور لا فائدة فيها ، والدين كله خير أصوله وفروعه وواجباته وسننه .
قولهم ( فلان شكله غلط )
لأن فيه سخرية واعتراضا على خلق الله تعالى وهذا مخالف لقوله تعالى ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) يعني أحسن صورة .
تسمية بعض الزهور ( عباد الشمس )
لأن جميع المخلوقات بما فيها الشجر لا تعبد إلا الله وقد قال تعالى ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ) .
قول بعضهم ( يعلم الله أني فعلت كذا )
لأنه إن قالها والأمر بخلاف ما قال اتهم الله بالجهل وقد تؤدي إلى الكفر .
قولهم عن الميت ( انتقل إلى مثواه الأخير )
لأنه يتضمن إنكار البعث والجزاء واليوم الآخر وهذا فيه إنكار لأحد أركان الإيمان .
قولهم للمتزوج ( بالرفاء والبنين )
لأنها من تهنئة أهل الجاهلية وقد أرشدنا النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى قول ( بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما على خير ) .
قولهم ( الله يظلمك كما ظلمتني )
لأن فيه اتهام لله بالظلم تعالى الله عن ذلك والله سبحانه هو أعدل العادلين .
قولهم عن الذي مات ( ربنا افتكره )
لأن فيه نسبة النسيان إلى الله سبحانه ، ولا يفتكر الشيء إلا من بعد نسيان .
قولهم ( الله يسأل عن حالك )
لأنه ينسب الجهل إلى الله تعالى الله عن ذلك وهو أعلم العالمين .
قولهم إذا أصيب الإنسان بمصيبة ( فلان ما يستاهل )
لأن فيه اعتراض على حكم الله وقضائه وقدره واتهاما لله بالظلم تعالى الله عن ذلك .
قولهم ( شاءت حكمة الله كذا )
لأن الحكمة أمر معنوي لا مشيئة لها والذي يشاء هو الله .
قولهم ( شاء القدر كذا )
لأن القدر أمر معنوي لا مشيئة له والله هو الذي يشاء ويقدر سبحانه .
قولهم ( شاءت الظروف كذا )
لأن الظروف جمع ظرف ، وهو الزمان ، والزمان مشيئة له .
قولهم ( تدخل القدر ، وتدخلت عناية الله )
لأنه يوهم أن القدر متطفل بينما القدر هم الأصل وكل شيء يقع فهو بقضاء وقدر وكذلك عناية الله من قدره .
قولهم ( مات فلان شهيدا )
لأن الشهادة لشخص معين بأنه شهيد لا يحكم بها إلا من شُهد له بنص شرعي فإن قال فلان شهيد فقد حكم له بالجنة ، ولا يحكم بها إلا من حُكم له بنص شرعي ، ولكن الصحيح أن يقال نرجو له الشهادة أو اللهم تقبله شهيدا وغيرها
قول بعض المرضى ( لعنة الله على المرض )
لأن الله تعالى هو الذي قدر المرض ومن سبه فكأنه يسب الله تعالى ويعترض على قدره وحكمه .
قولهم ( خسرت في الحج كذا وكذا )
لأن ما يبذل في الطاعات ليس بخسارة بل هو الربح الحقيقي .
قولهم ( من علمني حرفا صرت له عبدا )
لأنه مبني على حديث موضوع . راجع فتاوى ابن تيميه ج 18 ، ص 345 .
مناداة بعضهم للممرضة الكافرة ( سستر )
لأن معناها ( أخت ) والكافر ليس أخا والأولى أن يقال ( Nurse ) نيرس .
قول بعضهم ( يا تيس ، يا كلب ، وغيره )
لأنه كذب وإيذاء للمسلم وإيذاء المسلم حرام وهذا من السباب المحرم . قال تعالى ( ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس لاسم الفسوق بعد الإيمان )
قولهم ( توكلنا على الله وعليك )
لأنه أشرك مع الله غيره فيما هو من خصائص الله وهذا من الشرك الواضح البين
قولهم ( اليوبيل الفضي أو الذهبي )
لأن اليوبيل كلمة يهودية معناها الخلاص أو التحرير والاحتفال به محرم .
تسمية أحكام الشرعية ( عادات وتقاليد )
لأنها توهم أن الإسلام عادات ورثناها عن أسلافنا تقبل التغيير والتبديل .
تسميتهم للبناء المقوس شمالي الكعبة ( حجر إسماعيل عليه السلام )
لأنه لم يثبت أن له علاقة بإسماعيل – عليه السلام – فقد بني بعده بعدة قرون طويلة ، والحجر أصلا من بناء الكعبة ثم أخرج بعد ذلك ، وقد يتوهم البعض أن إسماعيل – عليه السلام – مدفون فيه فيعظمونه ، والأولى تسميته بالحجر .
تسميتهم للمسجـد الأقصـى ( ثالـث الحـرمـين )
لأنه لا يوجد حرم إلا بمكة والمدينة ، أما الأقصى فهو مسجد وليس حرما وقد قال – صلى الله عليه وسلم – ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ...) الحديث
للتوسع في هذا الباب يراجع ما يلي :
1- فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – ( ج 1 ، ج 3 ) .
2- معجم المناهي اللفظية للشيخ بكر أبو زيد عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية .
هذه الكتب ليست بمراجع لهذا المقال الموجود فهذه مراجع للتوسع فقد يرى في المقال كلام ليس بموجود فيهما .